نحن والمتفرسنون العرب
الفلسطينيون المتأسلمون، وبالتحديد حركتا حماس والجهاد الإسلامي، لا يخفون اصطفافهم مع ملالي الفرس ونظامهم الكهنوتي؛ قال ذلك كبار أساطينهم على رؤوس الأشهاد، بل إن موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، سبق وأن طلب من الإمارات أن تتنازل عن جزرها المحتلة من قبل إيران (كرمال) الفلسطينيين، وتحالفهم مع الفرس، وهذه وقاحة ما مثلها وقاحة يغلفها الحمق السياسي، تشير إلى غباء قيادات حماس المفرط، الأمر الذي جعل عقلاء الخليجيين، ممن لم يتلوثوا بشعارات وجعجعات القومجيين والمتأسلمين الجوفاء، يتوقفون متسائلين: إذا كانت قيادات حماس، يتحالفون مع عدو الخليجيين (الأول)، فهل من الحصافة والحكمة أن نقف معهم ضد عدوهم (الأول) إسرائيل؟ .. مشكلة كثير من الفلسطينيين، وخاصة المتأسلمين منهم، أنهم ينتظرون منا نحن الخليجيين، أن نقف معهم ضد إسرائيل، ولا ينتظرون منا أن نطالبهم أن يقفوا معنا ضد دولة الملالي، الطامعة في أراضينا، والتي هي وراء كل المؤامرات الإرهابية التي تثير القلاقل والاضطرابات والفتن في منطقتنا الخليجية.
مشكلتنا مع ملالي الفرس، وليس مع الإيرانيين، هي مشكلة وجودية، فإما بقاؤنا أو بقاؤهم، ومشكلة الفلسطينيين هي أيضا مشكلة وجودية، فإما بقاء اسرائيل أو بقاء الفلسطينيين. ولا أعتقد أن عاقلا سوياً سيُضحي بنفسه، ووطنه، ومصالحه، في سبيل وجود ومصالح جيرانه؛ هذا ما يجب ليس على متأسلمي فلسطين فحسب، وإنما على كثير من عرب الشمال فهمه فهما موضوعيا وعقلانيا، وستظل مشكلة فلسطين قائمة ما لم يكونوا عقلانيين وليسوا عاطفيين في تعاملهم مع الآخرين.
أعرف أن أصحاب الشعارات الجوفاء التي ما قتلت ذبابة قط، سيشنون علي أقسى وأشرس الحملات، وسيصفونني - كما هي عادتهم - بالخيانة، والتصهين، غير أن كل ذلك لن يثنيني أبداً عن قول الحقيقة، ولو كان كثير من الفلسطينيين والعرب أيضا، لا يريدون سماعها، فمواجهة الحقيقة هي دائما من أصعب الصعاب في هذه الحياة.
أقولها، وأكررها، وبمنتهى الوضوح، إذا كان الفلسطينيون لا يناصرون قضايانا، وأولها قضية خطر ملالي الفرس علينا، فلا ينتظرون منا (إطلاقا) أن نناصرهم وأن نقف معهم.
إلى اللقاء
نقلا عن "الجزيرة"